وزير الخارجية ونظيره الدنماركي يؤكدان على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة

نجاح وقف إطلاق النار سيفتح المجال لتقديم مساعدات إنسانية أكبر للمتضررين

هلا أخبار – استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير خارجية مملكة الدنمارك لارس لوكه راسموسن، وبحث معه سبل توسعة التعاون بين المملكتين الصديقتين في مجالات وقطاعات متعددة، وزيادة التنسيق إزاء القضايا الإقليمية.

وأكد الوزيران الحرص على تعزيز العلاقات بين الأردن والدنمارك وفق خريطة طريق واضحة تحدد القطاعات الواعدة، ومن خلال إنجاز الاتفاقيات اللازمة لذلك وتشجيع تفاعل القطاع الخاص في البلدين.

كما بحث الصفدي وراسموسن جهود التوصل لصفقة تبادل تفضي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة, وتتيح إرسال مساعدات إنسانية كافية لمواجهة الكارثة الإنسانية في القطاع.

وبحث الوزيران تطورات الأوضاع في سوريا وأكدا أهمية دعم سوريا في إعادة البناء وبما يضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها ويلبي حقوق جميع السوريين، ويخلص سوريا من الإرهاب ويهيء ظروف العودة الطوعية الآمنة للاجئين.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن، قال الصفدي إن هناك الكثير من الفرص للتعاون مع الدنمارك في قطاعات عديدة اقتصادية ودفاعية واستثمارية، ولفت إلى أن الحوار اليوم كان إيجابياً وعكس حرص الأردن والدنمارك المشترك على اتخاذ خطوات عملية باتجاه تعزيز التعاون ثنائياً، وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وأشاد الصفدي بمستوى العلاقات المتميزة بين الأردن والدنمارك، وقال”علاقاتنا متميزة، وثمة إدراك مشترك في أن هناك الكثير مما نستطيع أن نعمله معاً من أجل تعزيز التعاون الذي ينعكس إيجاباً على البلدين”.

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أكد الصفدي انسجام المواقف في ما يتعلق بدعم الجهود المبذولة حالياً “للتوصل لاتفاقية تبادل تفضي إلى وقف العدوان على غزة، وتتيح المساحة الكافية للتعامل مع الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان، وإرسال المساعدات بشكل كافٍ وعملي وسريع وفوري إلى غزة حتى نتجاوز هذا الكابوس، وهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي ما يزال أهلنا في غزة يعانوها و يعانون تبعاتها”.

وأضاف الصفدي أن المحادثات تناولت أيضاً تطورات الأوضاع في سوريا وعكست التوافق حول ضرورة دعم عملية انتقالية جامعة في سوريا تفضي إلى إعادة بناء الوطن السوري الحر السيّد المستقل الذي ينعم فيه كل أبناء سوريا بالأمن والاستقرار وبحقوقهم كاملة.

وبين الصفدي أنه أطلع الوزير الدنماركي على مخرجات اجتماعات العقبة و مخرجات الاجتماع الذي كانت استضافته المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك استكمالاً لمحادثات العقبة، بما يهدف لتوحيد الجهود لدعم الشعب السوري الشقيق في إعادة بناء وطنه بعد سنوات من القتل والدمار والخراب.

ولفت الصفدي إلى أن اللقاء مع الوزير الدنماركي تناول عديد قضايا من ضمنها تعزيز التعاون في الجهود الإنسانية، ودعم الأنروا والأمم المتحدة في جهودها لإيصال المساعدات إلى غزة.

وأوضح الصفدي في هذا الصدد “الحوار كان صريحاً وموسعاً، وعكس الحرص على أن نعمل معاً إزاء التطورات الإقليمية، وبما يسهم في تجاوز الكوارث التي عانتها المنطقة العام الماضي، والإفادة من الفرص التي يمكن أن نعمل جميعاً على الإفادة منها، خصوصاً في ما يتعلق بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوقف العدوان على غزة، ودعم سوريا الجديدة لتكون سوريا مستقرة وبما يسهم في الاستقرار الإقليمي”.

وفي رده على سؤال حول الإدارة السورية الجديدة، أكد الصفدي إيجابية التفاعل مع الإدارة السورية الجديدة، وأن سوريا تدخل عهداً جديداً يجب دعمه حتى يتمكن الشعب السوري الشقيق من تجاوز التحديات وبناء المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.

وتابع الصفدي “ما زالت هناك تحديات، نحن دولة تحاذي سوريا لدينا 600 كم تحاذي سوريا، وهذه الحدود كانت تعتبر تهديداً بالنسبة لنا من خلال تهريب المخدرات والأسلحة، هذا لم ينتهِ بعد، إذ ما زالت الأسلحة والمخدرات تدخل، وقبل يومين فقط، جرح أحد ضباطنا بمواجهة مع المهربين الذين حاولوا أن يخترقوا حدود الأردن، وقبل ذلك كان هناك محاولة تهريب كبيرة جداً، إذاً هذه التحديات ما زالت موجودة، وما زالت قائمة، ونحن ننسق مع الإدارة السورية الجديدة للتغلب عليها” وشدد على أن الأردن سيتخذ كل الخطوات والإجراءات اللازمة لحماية أمنه ومصالح مواطنيه من محاولات تهريب المخدرات والسلاح.

وأكد الصفدي أن خطر داعش ما يزال قائماً وأن الأردن مستمر بالتعاون مع جميع الشركاء في المنطقة والعالم لدحر هذا الخطر الجماعي، لافتاً إلى أن الأردن ينسق ويتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لمواجهة هذا الخطر.

وفي رده على سؤال حول دعم الأردن للعودة الطوعية للاجئين، بين الصفدي أن الأردن استضاف حوالي مليون و300 ألف سوري في الأردن، 10% فقط منهم في مخيمات اللجوء، وشدد على أن موقف الأردن ما يزال واضحاً بأن حل قضية اللاجئين هو في عودتهم الطوعية الآمنة إلى بلدهم، وسيستمر الأردن بتقديم كل ما يستطيعه من المساعدات وجهود حتى يحظى السوريون في العيش الكريم الذي يستحقون طالما هم في الأردن، وإلى حين أن يعودوا إلى وطنهم ويسهموا في إعادة بناء وطنهم.

وقال في هذا الإطار “علينا أن نكون صبورين، الإدارة الجديدة الآن تواجه تحديات كبيرة، نحن بحاجة أن نعمل جميعاً بالتنسيق مع شركائنا في المجتمع الدولي على إيجاد البيئة التي تتيح العودة الطوعية الآمنة، وهذا أمر نعمل جميعاً من أجله، وسنستمر في تقديم كل العون بتوجيهات من جلالة الملك لأشقائنا السوريين إلى حين أن تتهيأ ظروف عودتهم الطوعية إلى سوريا”.

وقال الصفدي “نريد أن نساعد أشقاءنا السوريين على إعادة بناء وطنهم، وبالتالي ما زلنا ملتزمين بالعودة الطوعية للاجئين، وما زلنا ملتزمين بتقديم كل ما نستطيعه من أجل أن يحظى أشقاؤنا السوريين بالعيش الكريم إلى حين عودتهم لوطنهم، وكلما عملنا معاً من أجل نجاح إخواننا في سوريا الآن في مواجهة التحديات التي تواجههم وفي إعادة بناء وطنهم ومؤسساتهم، وعملنا من أجل تلبية احتياجات حياتية في سوريا من إعادة بناء من مستشفيات، ومدارس، وبنية تحتية، كلما اقتربنا باتجاه الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين.”

وفي رد على سؤال حول بدء عملية إعادة الإعمار في سوريا قال الصفدي “إعادة الإعمار في سوريا بدأت يوم سقوط النظام. استعاد السوريون الأمل، وترى الفرح، وترى التفاؤل الذي يشعر به كل السوريين، ونشعر به نحن في المنطقة وفي العالم، بأن ثمة بداية جديدة في سوريا.”

وأشار الصفدي إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني أكد أن الأردن يحترم خيارات الشعب السوري وإرادته.

وأضاف “سنكون للشعب السوري السند في إعادة إعمار بلده، واستعادة أمنه واستقراره، والحفاظ على وحدته، وعلى بناء مستقبل ينعم فيه كل السوريين، بالأمن وبالاستقرار، وبحقوق متساوية في دولة تحترم حقوق كل مكوناتها، ويسهم كل السوريين في بنائها”.

وأضاف الصفدي أن الشعب السوري قادر وعنده الإمكانيات والطاقات التي تمكنه من إعادة بناء وطنه، “وله في المملكة وفي المنطقة سند في ذلك، واجتماعات العقبة واجتماعات الرياض أكدت على أننا نقف معاً إلى جانب الشعب السوري الشقيق”.

وأكد الصفدي في رد على سؤال ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، وشدد على أن نجاح جهود التوصل لصفقة تبادل خطوة أساسية في ذلك الاتجاه.

وأشار الصفدي إلى أن الأردن لم يتوقف عن إرسال كل ما يستطيع من مساعدات، رغم العقبات التي كانت وما تزال إسرائيل تضعها في وجه ذلك. وشدد على أنه إذا تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، سيكون هنالك مساحة لزيادة المساعدات والعمل الجماعي من “أجل إعادة الحياة الطبيعية إلى أهلنا في غزة، الذين عانوا عدواناً لم نرَ مثله على مدى السنوات الماضية، ويتحملوا أوجاعاً وكوارث كبيرة جداً”.

وشدد الصفدي على ضرورة أن تستمر الأنروا القيام بدورها، “لأنه لا جهة أخرى قادرة على أن تقوم بالدور الذي تستطيع أن تقوم به الوكالة، ونحن اتصالاتنا لم تتوقف في المملكة من أجل التأكيد على ضرورة دعم الأنروا لتستمر في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في غزة وفي بقية مناطق عملها الخمس”.

كما أكد الصفدي أن الأولوية واضحة بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والكارثة الإنسانية في القطاع، ومن ثم إطلاق خطة لتنفيذ حل الدولتين الذي لا بديل عنه لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وشدد على ضرورة أن يحصل الفلسطينيون على حقهم في الدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وقال إن هذا هو الموقف الأردني، الفلسطيني، العربي والدولي.

بدوره، أشاد وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن بعمق العلاقات الوطيدة بين الدنمارك والأردن، مبدياً تطلع الدنمارك للتنسيق مع الأردن حول عديد قضايا إقليمية ولاسيما بأن الدنمارك ستكون عضواً في مجلس الأمن خلال العامين المقبلين.

وقال راسموسن ” الأردن كان وما زال شريكاً مستقراً وواحة الاستقرار في المنطقة”.

وأثنى على جهود الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، واستمرار التعاون مع المملكة في هذا الخصوص، مشيراً إلى تقديم الدنمارك في العام الحالي ل١٢.٤ لصندوق الرعاية الصحية الأردني للاجئين السوريين ، و١١ مليون دولار مساعدات للأردن كدولة مستضيفة للاجئين لتكون كقروض مع البنك الدولي.

وأكد راسموسن تطابق موقف الدنمارك والأردن حول ضرورة دعم سوريا في عمليتها الانتقالية، مشيداً بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم الاستقرار في سوريا وعقد اجتماعات العقبة لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا.

وأشار إلى أن الدنمارك طالبت بوقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ فترة طويلة، آملاً أن يجري التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار فوري ومستدام، الأمر الذي يسمح بمزيد من الوصول للمعونات الإنسانية إلى غزة التي تشهد كارثة إنسانية من حيث عدم دخول كمية كبيرة من المعونات.

وشدد على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد والمسار الوحيد للسلام المستدام في المنطقة.

وأشاد راسموسن في هذا الصدد بدور الأردن القيادي للوصول إلى حل سلمي للأزمة في غزة.

وأعرب عن قلقه حول القرارات المتعلقة بإيقاف عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في غزة، مؤكداً رفض الدنمارك لهذه القرارات ومحاولة إيجاد بديل للأنروا للقيام بدورها المهم والحيوي في تقديم المساعدة للمحتاحين ليس فقط في غزة بل في المنطقة برمتها.






الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق