البورصات الآسيوية تتراجع بشكل حاد بعدما هوت أسهم وول ستريت

هلا أخبار – تراجعت البورصات الآسيوية بشكل حاد الجمعة بعدما هوت أسهم وول ستريت، ما يظهر حالة عدم اليقين التي تتسبب بها حرب دونالد ترامب التجارية وفي وقت يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.
وأعلنت الإدارة الأميركية الخميس أن الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الصينية بلغت نسبتها 145%.
وكان ترامب بدل موقفه الأربعاء بصورة مفاجئة وجمد التعرفات الإضافية المطبقة على حوالى ستين دولة لمدة تسعين يوما، مستثنيا فقط الصين التي باتت معزولة بمواجهة واشنطن.
وفي مواجهة إصرار بكين على الرد بالمثل، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء أن الرسوم الإضافية على المنتجات الصينية ستبلغ 125%.
وأوضح البيت الأبيض الخميس في مرسوم رئاسي أن القرار يرفعها في الواقع إلى 145%، بعد احتساب الرسوم الجمركية بنسبة 20% التي فرضها ترامب على الصين لمعاقبتها على إيواء مصانع تساهم في إنتاج الفنتانيل، وهو مادة أفيونية تسببت بأزمة صحية خطيرة في الولايات المتحدة.
وفي مواجهة حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسة ترامب وتصاعد التوترات الصينية الأميركية، تسود حالة من الاضطراب أسواق المال العالمية.
وبعد هبوط بورصة وول ستريت، انخفض مؤشر طوكيو بنسبة 4,22% قرابة الساعة 03,00 بتوقيت غرينتش ومؤشر سيول بنسبة 1,18%. وأنهت وول ستريت تعاملاتها على تراجع حاد الخميس مع خسارة مؤشر داو جونز 2,50% ومؤشر ناسداك 4,31%.
وتعاني الأسواق الصينية أيضا مثل شنغهاي التي خسر مؤشرها 0,23%.
وكانت البورصات انتعشت الخميس بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على حوالى ستين دولة لمدة تسعين يوما، مبقيا فقط على الرسوم المعممة بنسبة 10% السارية منذ مطلع نيسان/أبريل.
وخلال تلك المهلة، سيعقد شركاء الولايات المتحدة محادثات مع ترامب للتوصل إلى تسوية بشأن الضرائب.
“بازوكا”
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه إذا فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، قد تفرض بروكسل ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة التي أصبحت الآن داعمة لدونالد ترامب.
وقالت في صحيفة “فايننشال تايمز”، “هناك مروحة واسعة من التدابير المضادة”، متحدّثة عن “فرض ضريبة على عائدات الإعلانات من الخدمات الرقمية” واللجوء إلى أداة “الردع التجاري ومكافحة الإكراه” الخاصة بها المعروفة باسم “بازوكا”.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على منصة “إكس”، إن على أوروبا “حشد كل الأدوات المتاحة لحماية نفسها”.
لكن ترامب (78 عاما) الذي يتسبب بهز النظام الاقتصادي الدولي، لم يكترث وقال بكل هدوء خلال اجتماعه مع وزراء في البيت الأبيض “ستكون للمرحلة الانتقالية كلفة وستطرح مشكلات، لكن في نهاية المطاف، ستكون أمرا جيدا”.
وأكد وزير المال الأميركي سكوت بيسينت أنه لا يرى “شيئا غير عادي اليوم” في الأسواق، في حين قدّر نواب ديموقراطيون أن الرئيس الجمهوري ربما تلاعب بهم بشكل غير قانوني من خلال التشجيع على شراء الأسهم قبل تغيير موقفه الأربعاء.
“ذكية جدا”
وبعدما أراح بقية العالم، أصبح ترامب يستهدف الصين بشكل رئيسي.
من جهتها، تعهّدت بكين “القتال حتى النهاية”.
وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الصينية هي يونغ تشيان إن “باب الحوار مفتوح للتفاوض، لكن الحوار يجب أن يقوم على احترام متبادل وأن يجرى على قدم المساواة”.
أما الدول الآسيوية الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الولايات المتحدة، فلم تتخذ أي تدابير مضادة. ومثل فيتنام وكمبوديا، أعلن منتجو المنسوجات وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أنهم لن يتخذوا إجراءات انتقامية.
كما قرر الاتحاد الأوروبي تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها على مجموعة من المنتجات الأميركية، في خطوة اعتبرها دونالد ترامب بأنها “ذكية جدا”.
وفي السياق، هدد الرئيس الأميركي المكسيك مجددا برسوم جمركية جديدة مساء الخميس على خلفية التوترات بشأن تقاسم مياه نهري كولورادو وريو غراندي على الحدود بين البلدين.
ومن خلال فرض ضرائب على الواردات، يعتقد دونالد ترامب أنه وجد الحل لإعادة توطين الإنتاج الصناعي في بلاده التي يعتبرها ضحية لشرور العولمة.
وبالتالي، يريد تحصيل رسوم جمركية ودفع شركائه لشراء المزيد من البضائع الأميركية.
لكن جوزيف ستيغليتز، الخبير الاقتصادي الحائز جائزة نوبل، قال إن البلدان التي تمارس التجارة مع الولايات المتحدة لا تعرف “كيف تفاوض” لأنه “لا توجد نظرية اقتصادية وراء ما يفعله (دونالد ترامب)”.
وقال خلال مشاركته في البرنامج الأميركي “ديموكراسي ناو”، “إنه عالم آخر!”.
ا ف ب