المسجد الأقصى

فارس حباشنة

مشاهد ميلودرامية في ساحات القدس. وإلى أين يريد الإسرائيليون أن يصلوا؟ من يقرأ رؤوس «حاخامات» أورشليم، ويدخل إلى النص التوراتي، يدرك كيف تفكر «دولة المجانين»؟ نتنياهو وبن غفير وسموتريش مصرّون على هدم المسجد الأقصى، وتهويد المدينة، وشطب الوجود العربي المسيحي والإسلامي في القدس.

أول أمس، منع جيش الاحتلال في القدس المصلين المسيحيين من الدخول إلى كنيسة المهد، حيث أُقيمت الصلوات والتراتيل لإحياء روح المسيح.

هجوم واعتداء همجي إسرائيلي على المسيحيين، واستهداف بربري للكنائس المسيحية، وعدم احترام مشاعر المسيحيين تجاه أقدس كنائسهم.

اليهود لم يعودوا كما كانوا يُوصفون في أدبيات الغرب بـ»أمة الآلام». واليوم، الفلسطينيون هم «أمة الآلام». وهذا هو منتهى الغطرسة الإسرائيلية، وما نلاحظه أيضًا في أفكار واتجاهات رأي لمفكرين غربيين يتحدثون عن التراجيديا الإسرائيلية والأمريكية. ويبدو أن بداية نهاية أمريكا ستكون من غزّة، وليس من حربها الكونية التجارية والنووية والتكنولوجية مع الصين وروسيا وأوروبا والعالم.

ماذا يحدث في القدس؟ إسرائيل في ذروة الهذيان التوراتي. ما نتوقع وما لا نتوقع، يمكن أن يحصل.

جنون إسرائيلي… والعالم يقف متفرجًا، وساعة وتوقيت الكرة الأرضية يدقّ على عقارب أورشليم.

دعوات، وضبط النفس، ومهزلة الوساطة الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي… هل سوف توقف حرب غزّة، وتوقف الهذيان التوراتي في غزة والضفة الغربية والقدس؟ نتنياهو يتصور أنه سيكون «ملك ملوك» أورشليم. وفي ذروة الهذيان التوراتي، أن هدم أو حرق المسجد الأقصى، وأن الهيكل الثالث سيُبنى بعظام وجماجم الفلسطينيين والعرب.

في الشرق الأوسط، الأنبياء يتزاحمون. ولا توجد على الكرة الأرضية رقعة جغرافية يتزاحم بها الأنبياء كما هو حال إقليمنا. وحروب دينية، وقطع رؤوس، وفتاوى توراتية، وأساطير مؤسسة. يبدو أنه قدر الشرق الأوسط، بل إنها لعنة! نلاحظ كيف أن الإسرائيليين، مهما اختلفوا وافترقوا، إلا أنهم يتفقون على قتل وإبادة العرب… مفكر إسرائيلي يقول: العربي الجيد هو العربي الميت.

يتجاوزون التفاصيل، ويتفقون على أمن وقوة وجود إسرائيل، يبكون قتلى حروب إسرائيل، ولا يتفرقون كالأحزاب العربية على مذابح شعوبهم.

اعتصامات واحتجاجات في قلب «تل أبيب»، للإفراج عن أسرى حرب غزة. المحتجون لا يختلفون مع نتنياهو على حرب غزة وإبادتها، ولكنهم يضغطون لتسريع حسم الحرب، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وضمان حياتهم.

ما يحدث في غزة والقدس يعتبره مفكرون ومؤرخون يهود «أمرًا إلهيًا». ونبوخذ نصر دمّر الهيكل الأول وسباهم إلى بابل، وتيتوس الروماني دمّر الهيكل الثاني وشتّتهم في أرجاء الكرة الأرضية. وحاخامات أورشليم، وهم الحكّام الحقيقيون في دولة الاحتلال، يعتبرون أن «إسرائيل» بحاجة إلى صدمة لبناء الهيكل الثالث.

من يستطيع أن يمنع أو يردع «يهوذا»؟ الفلسطينيون عُزّل. وهل يستطيعون أن يمنعوا بناء الهيكل الثالث؟ ومن يقاتل إلى جانب الفلسطينيين؟ ومشايخ الإخوان المسلمين يعلّبون الناس طائفيًا، ويكفّرون من يلبس بنطال «جينز»، ويسمع لأغاني أم كلثوم وعبدالوهاب.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق