مستشفيات الأردن الميدانية: ملاذ لأكثر من نصف مليون مراجع في غزة

هلا أخبار – تواصل المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة تقديم خدماتها الطبية والإنسانية للأهالي في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها القطاع، عقب خروج غالبية مستشفياته عن الخدمة بسبب الحرب المستمرة، حيث تمثل نموذجاً للعطاء الهاشمي الذي يجسد التزام الأردن الثابت تجاه الشعب الفلسطيني.

قائد طب الميدان في الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب أحمد الصبيحات أشار خلال مداخلة عبر برنامج “عوافي”، الذي يبث عبر راديو جيش إف إم، الثلاثاء، إلى أن المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة، التي تعمل بتوجيهات ملكية سامية من جلالة الملك عبد الله الثاني، استقبلت أكثر من 524,248 مراجعاً منذ بداية الحرب الأخيرة في 7 أكتوبر 2023، وأجرت 24,129 عملية جراحية في ظروف بالغة الصعوبة، بما في ذلك العمليات التي أُجريت داخل خيام طبية.

وأوضح أن هذه الأرقام تعكس حجم الجهود الإنسانية التي يبذلها الجيش العربي الأردني، مؤكداً أن “الأردن يبقى السند الأقرب والأخ الهاشمي الأصيل الذي لا ينتظر شكراً أو ثناءً”.

دور المستشفيات الميدانية وخدماتها

تتوزع المستشفيات الميدانية الأردنية في عدة مواقع بغزة والضفة الغربية، بما في ذلك مستشفى تل الهوى في شمال غزة، الذي أُنشئ عام 2009 واستقبل أكثر من 3.5 مليون مراجع، ومستشفى خان يونس في جنوب غزة، الذي استقبل 271,302 مراجعاً وأجرى 21,446 عملية جراحية منذ بدء الحرب الأخيرة. كما تشمل المستشفيات الأردنية في نابلس وجنين ورام الله، التي سجلت معاً 594,248 مراجعة و24,129 عملية جراحية. ويشارك في هذه الجهود 1,561 كادراً طبياً من الخدمات الطبية الملكية، مزودين بأعلى الشهادات العالمية، يعملون على مدار الساعة تحت ظروف القصف والحصار.

وأبرز العميد الصبيحات أن المستشفى الميداني الأردني في جنوب غزة (الفوج السادس)، الذي بدأ استقبال المراجعين مؤخراً، يضم أقساماً متخصصة تشمل الجراحة العامة، جراحة العظام، الجراحة النسائية، وجراحة الأطفال، إضافة إلى خدمات الولادة والعمليات القيصرية. وأشار إلى أن هذه المستشفيات توفر جميع خدماتها مجاناً، في إطار الالتزام الأردني بدعم الشعب الفلسطيني.

مبادرة “استعادة الأمل” لدعم مبتوري الأطراف

في سياق متصل، سلط العميد الصبيحات الضوء على مبادرة “استعادة الأمل”، وهي مبادرة أردنية هاشمية تهدف إلى دعم مبتوري الأطراف في غزة، حيث بلغ عددهم حوالي 15 إلى 16 ألف شخص نتيجة الحرب. ومنذ سبتمبر 2024، أرسلت الخدمات الطبية الملكية عيادتين متنقلتين إلى خان يونس، مزودتين بفنيين متخصصين في تركيب الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي. ونجحت المبادرة في تركيب 479 طرفاً صناعياً خلال سبعة أشهر، بمعدل 4 إلى 5 أطراف يومياً، باستخدام تقنية متطورة تتيح تركيب الطرف خلال ساعة إلى ساعة ونصف، مما يعيد الأمل للمصابين ويُمكّنهم من دعم عائلاتهم.

وأكد الصبيحات أن هذه التقنية، التي طورتها الخدمات الطبية الملكية، تُعد الأولى من نوعها عالمياً، حيث تُلغي الحاجة إلى مراجعات متعددة، وتوفر أطرافاً صناعية متينة تتحمل ملايين الخطوات وتُركب مجاناً بالكامل.

التزام أردني راسخ

وختم العميد الصبيحات حديثه بالتأكيد على أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ينظر إلى فلسطين وغزة كشأن أردني أصيل. وأشار إلى أن الكوادر الطبية تعمل بروح وطنية عالية مستمدة من توجيهات القيادة الهاشمية، حيث يواصلون تقديم خدماتهم حتى في أيام الأعياد والمناسبات، ويشاركون إفطارهم مع أهالي غزة، في تجسيد للقيم الإنسانية والأخوة العربية.

كما كشف عن جهود إخلاء الحالات المرضية الحرجة من غزة إلى المدينة الطبية في الأردن عبر طائرات وسيارات إسعاف، حيث يتم علاج هذه الحالات مجاناً تحت متابعة مباشرة من رئاسة الأركان. وأعرب عن فخره بالكوادر الطبية التي تعمل بشجاعة تحت القصف، مؤكداً أنها “فخر لكل أردني”.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق